مدونة جعفر عبد الكريم صالح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مملكة البحرين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حرية التعبير. ....

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
جعفر الخابوري
Admin
جعفر الخابوري


المساهمات : 62
تاريخ التسجيل : 11/08/2015

حرية التعبير. ....   Empty
مُساهمةموضوع: حرية التعبير. ....    حرية التعبير. ....   Emptyالإثنين يونيو 20, 2016 8:49 am

قيود!
مريم الشروقي

ما الفرق بين القيود والحريَّات؟! هل هناك فرق شاسع بينهما؟! نعم هناك فرق بينهما، فرق السماء عن الأرض، فرق بين المشرق والمغرب، وما أصعب القيود التي يتم وضعها على الكلمة، خاصة التي تنبع من القلب، وتكون مخلصة سواء في النصيحة أو في النقد البنّاء.

بعض النّاس لديه الحريَّة المطلقة في سب وشتم فئات من المجتمع، كما لديه الحريَّة في اتّهام البعض والتشهير بأسمائهم من دون حياء ولا خجل ولا أخلاق، وعندما يريد البعض الآخر الدفاع أو التحليل حول نفس الأسماء لا يستطيع، لأنّ عليه قيود وسلاسل وجبال لا يستطيع مناطحتها.

قد يكون من عليه قيود أكثر وطنية وانتماء ومواطنة، ويخاف على وطنه أكثر من أولئك النافخون في الكير، ولكن للأسف الموازين تنقلب، فيصبح المنافق هو الوطني، ويصبح الوطني في آخر القائمة، ولا يُسمع له ولا يؤخذ بنصيحته، مع أنّ نصيحته قد تكون هي المخرج لأي أزمة في الوطن.

قيود كبيرة وثقيلة على الكاهل وعلى النّفس، فهي لا تدع البعض يكتب بأريحية ووفقاً لما يمليه ضميره للنّصيحة، بل هي وفقاً لأهواء المجتمع حتّى لا يتعرّض للمساءلة أو التجريح، وعليه فإنّه يكتب عن قشور لا تفيد هذا المجتمع الذي يحبّه ويخلص له.

كلمة الحق لا يستحملها كثير من الناس، ولا يريدها أصلاً، ولكن كلمة الحق هي التي تُنقذ الشعوب من براثن الطفيليين والمتمصلحين والمنافقين والمؤجّجين والدجّالين، مصّاصي خيرات الشعوب، وما أكثرهم!

في بعض الأحيان وبسبب القيود يجاري البعض الوضع المعيشي، والبعض الآخر يعتكف عن الكلمة، وبعضهم يصارع وقد يلاقي الأمرّين بسبب هذه الكلمة، التي قد تصل وقد لا تصل بالصورة الصحيحة، ولكن هل يعني ذلك أن نتوقّف عن قول الحق وعن الاخلاص في النصيحة، أم نواصل ما بدأناه في قول الكلمة الصادقة والدفاع عنها؟!

لا والله الذي تخشاه الأنفس، لا تتوقّف الكلمة الصادقة، فهي تصل إلى الجميع، وتدخل قلوب الجميع قبل عقولهم، حتّى وإن كانوا يعارضونها، فالمعارضة في حب وصدق ليست معارضة، بل هي قمّة الوطنية.

ومهما ثقلت القيود على الكلمة الصادقة، ومهما صارعها وناطحها أصحاب النفاق والتمصلح لإسكاتها، لن يستطيعوا، لأنّ الكلمة الصادقة هي التي تنتصر في النهاية، لأنّها تعرض الحقائق وإن كانت مرّة، ولا تعرض الأكاذيب والزيف وإن كانت جميلة وبرّاقة!

استفدنا من التاريخ بأنّ القيود ليست سرمدية، وخصوصاً قيود الكلمة الصادقة المخلصة، فهي تبقى خالدة فمن يضحك اليوم ويصفّق ويطبّل للكلمة المزيّفة الكاذبة، ستقيّده وتلفظه الشعوب في يوم من الأيام، والأيام شواهد.


صحيفة الوسط البحرينية - العدد 5035 - الإثنين 20 يونيو 2016م

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nmnjvncxlnvj.yoo7.com
 
حرية التعبير. ....
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مدونة جعفر عبد الكريم صالح :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول-
انتقل الى: